
الذهب يسجّل مستوى تاريخيًا بتجاوز 4000 دولار للأونصة
حقق الذهب قفزة تاريخية صباح الأربعاء، بعدما تجاوز سعر الأونصة 4000 دولار لأول مرة في تاريخه، ما يعكس تزايد الإقبال العالمي على هذا المعدن النفيس كملاذ آمن، في ظل تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية.
ووفقًا لبيانات الأسواق الآسيوية، فقد بلغ سعر أونصة الذهب حوالي 4001.11 دولار عند بداية التعاملات، وهو ارتفاع لافت بأكثر من 50% منذ بداية العام، في ظل توجّه المستثمرين لحماية أصولهم من تقلبات السوق والمخاطر الجيوسياسية.
ويعزو محللون هذا الارتفاع القياسي إلى جملة من العوامل، أبرزها تصاعد المخاوف بشأن إغلاق محتمل للحكومة الأمريكية، والأزمة السياسية المتفاقمة في فرنسا، ما أدى إلى تحوّل الذهب إلى خيار أول لدى المستثمرين الباحثين عن الأمان والثبات.
ومن المعروف أن الذهب يُعدّ “الملاذ الآمن” التقليدي، خصوصًا في الأوقات التي تسود فيها الشكوك بشأن استقرار الأسواق أو العملات، إذ يحافظ على قيمته على المدى الطويل رغم كونه أصلًا لا يدرّ فوائد مباشرة.
تاريخيًا، كان الذهب قد تخطى حاجز 2000 دولار لأول مرة في أغسطس 2020 خلال ذروة جائحة كوفيد-19، ثم شهد موجة تذبذب استمرت حتى عام 2024. ومنذ ذلك الحين، بدأ في تسجيل ارتفاعات متتالية، حيث تجاوز 2500 دولار في أغسطس 2024، و3000 دولار في مارس 2025، ثم 3500 دولار في سبتمبر الماضي، ليصل اليوم إلى رقم غير مسبوق.
ويقول ستيفن إينيس، المحلل في شركة “إس بي آي”، إن أداء الذهب خلال هذا العام كان استثنائيًا، مشيرًا إلى أنه “سجّل ارتفاعًا بأكثر من 40% منذ بداية 2025، ويتجه لتحقيق ثالث سنة على التوالي من المكاسب القوية”.
هذا الارتفاع التاريخي يعيد التأكيد على دور الذهب كأصل استثماري يحظى بثقة عالية، خاصة في أوقات عدم اليقين العالمي، وهو ما قد يدفع بالمزيد من المستثمرين نحو هذا المعدن خلال الأشهر المقبلة.