الملك محمد السادس يطلق منصة المخزون والاحتياطات الأولية لتعزيز جاهزية المغرب لمواجهة الكوارث

0

أشرف الملك محمد السادس، مرفوقاً بولي العهد الأمير مولاي الحسن، يوم الأربعاء في جماعة عامر بعمالة سلا، على إطلاق منصة المخزون والاحتياطات الأولية لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى تعزيز جاهزية المغرب لمواجهة الكوارث الطبيعية والمخاطر الطارئة. هذه المبادرة الملكية تأتي في إطار رؤية وطنية تهدف إلى تطوير بنية تحتية للطوارئ تتيح استجابة سريعة وفعالة في حالة وقوع كوارث مثل الزلازل، الفيضانات، أو المخاطر الكيميائية والصناعية، مما يعكس التزام المغرب بحماية أمن المواطنين وصمودهم في وجه الطوارئ.

تم تخصيص مساحة 20 هكتاراً لإنجاز هذه المنصة التي ستشمل مستودعات متخصصة، وحظائر للمعدات الثقيلة، ومهبط للطائرات المروحية لتسريع عمليات الإغاثة. الميزانية الإجمالية للمشروع بلغت 287.5 مليون درهم، ومن المتوقع إتمامه خلال 12 شهراً. هذه المنصة تعتبر جزءاً من خطة أكبر تهدف إلى توزيع المخزون الاحتياطي عبر جميع جهات المملكة، بما في ذلك 12 منصة ستكون موزعة بشكل استراتيجي لتلبية الاحتياجات المحلية بكل سرعة وكفاءة.

تتضمن المنصة العديد من التجهيزات الأساسية اللازمة للتعامل مع الكوارث: 200 ألف خيمة للإيواء، تجهيزات طبية وعيادات ميدانية، طاقة كهربائية من مولدات قابلة للنقل، بالإضافة إلى توفير مياه الشرب بواسطة أنظمة تصفية المياه. كما تشمل المنصات تجهيزات لإعداد الطعام بشكل متنقل، بما في ذلك مخابز ومطابخ ميدانية لإعداد وجبات جاهزة لصالح الأسر المتضررة.

المشروع الملكي يهدف أيضاً إلى تعزيز قدرة المملكة على الصمود في مواجهة الأزمات المستقبيلة، سواء كانت ناتجة عن كوارث طبيعية أو من أحداث غير تقليدية مثل المخاطر الصناعية أو الإشعاعية. ويتم تنفيذ هذا المشروع في إطار التزامات المغرب الدولية في مجال الحد من مخاطر الكوارث، خصوصاً وفقاً لـ”إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث” الذي يمتد حتى عام 2030. المملكة، التي كانت قد أظهرت قوة وصموداً في مواجهة الكوارث الماضية، مثل زلزال الحوز 2023، تسعى عبر هذه المبادرة إلى تحسين استجابتها من خلال تقنيات مبتكرة، تعزيز التعاون بين جميع المتدخلين، وضمان تغطية شاملة للمناطق المتضررة.

هذه المنصات الجهوية ستشمل 36 مستودعاً في كافة أنحاء المملكة، مما يتيح للمغرب تلبية احتياجات 3 أضعاف ما تم توفيره أثناء كارثة زلزال الحوز، وهو ما يضمن تقليص الفجوة بين وقوع الكوارث والاستجابة الفورية، مما يحسن من سرعة وكفاءة عمليات الإغاثة.

كما أن المشروع يعكس التزاماً قوياً بمفهوم الجهوية المتقدمة التي جاء بها دستور 2011، حيث يضمن تفعيل التضامن بين الجهات في وقت الأزمات. من خلال هذه المنصات، سيصبح المغرب أكثر قدرة على التعامل مع الكوارث بكفاءة، ويعزز السيادة الوطنية في زمن الأزمات، بالإضافة إلى تحفيز الابتكار في مجال إنتاج التجهيزات الوطنية اللازمة للإغاثة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.