كوهين يعيد طرح التهجير: غزة بين أنقاض الحرب ومخططات الإبعاد

0

في تصريحات تعيد إلى الواجهة مخاوف التهجير الجماعي، أكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أن خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة “لا تزال مطروحة وقيد المتابعة”، في إشارة واضحة إلى استمرار السعي الإسرائيلي لإعادة إحياء مشروع قديم يتعارض مع القوانين الدولية والحقوق الإنسانية.

وفي حديثه لهيئة البث الإسرائيلية، أوضح كوهين أن ما يسمى بـ”الهجرة الطوعية”، التي سبق وأن طُرحت ضمن خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ما تزال قيد العمل. وأشار إلى وجود “محادثات متقدمة” مع دولتين – إحداهما إسلامية – دون أن يكشف عن هويتهما.

ويأتي هذا الطرح في وقت يعاني فيه قطاع غزة من دمار واسع النطاق خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، حيث دُمّرت أغلب المباني والمرافق الحيوية، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية أودت بحياة أكثر من 172 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.

ورغم أن الخطة تواجه رفضاً واسعاً من الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن، فإن كوهين يرى في “الهجرة الطوعية” مخرجًا “ضروريًا” في ظل الأوضاع الراهنة. يأتي ذلك في ظل رفض إسرائيلي أمريكي لخطة بديلة أُقرت في مارس الماضي من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وتهدف لإعادة إعمار غزة خلال خمس سنوات دون تهجير سكانها، بتكلفة تبلغ نحو 53 مليار دولار.

وفي المقابل، وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) في مارس الماضي على إنشاء إدارة تُعنى بتنفيذ خطة تهجير سكان القطاع، رغم أن إسرائيل لم تجد حتى اليوم دولاً تستجيب لهذه الخطة التي تُواجه برفض شعبي ورسمي واسع النطاق.

بين ركام الحرب وضيق الخيارات، يجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم اليوم أمام سيناريوهات معقدة، تتراوح بين البقاء تحت الحصار والتدمير، أو التهجير القسري المغلّف بشعارات “طوعية”، وسط صمت دولي مقلق وغياب أي أفق حقيقي للسلام.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.