حلّ حزب العمال الكردستاني يربك التنظيمات الانفصالية

0

اعتبر باحثان مغاربيان أن إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) عن حل تنظيمه ووقف العمل المسلح يحمل دلالات قوية تمتد إلى سائر التنظيمات الانفصالية المسلحة في العالم، وعلى رأسها جبهة البوليساريو. وأكدا أن الإصرار على تصورات ماضوية لتفتيت كيانات وطنية متماسكة ترابيًا يفتقد لأي سند تاريخي أو موضوعي، في ظل الحقائق الموثقة التي تؤكد مغربية الصحراء بوثائق أثرية ومرجعيات علمية.

 

وأوضح الباحثان في تصريح لجريدة أنباء مراكش أن المسألة لا تتعلق بمجرد مقارنة عارضة، بل بمسار متشابه تتقاطع فيه مساعي الميليشيات المسلحة غير الشرعية للانفصال عن دولها تحت ذرائع واهية، مع أهمية استخلاص الدروس التي يسديها التاريخ مجانًا، والدعوة إلى العودة إلى المؤسسات الوطنية والنضال من داخلها.

 

رسائل قابلة للتعميم

 

عبد الفتاح الفاتيحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، اعتبر أن قرار حزب العمال الكردستاني كان متوقعًا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، مشددًا على أن العالم يسير نحو إنهاء ظاهرة التنظيمات الانفصالية المسلحة بعدما ثبت عقمها وعدم جدواها في تحقيق أية دولة مستقلة.

 

وأضاف الفاتيحي، في تصريح لـأنباء مراكش، أن تجارب عدة أثبتت فشل خيار الاستقلال عبر الاستفتاء، كما حدث في كاتالونيا وكردستان العراق، مؤكدا أن ما يحظى بالدعم والإجماع الدولي هو صون الوحدة الترابية للدول، وتعزيز مؤسسات الدولة المركزية.

 

وأبرز الباحث المغربي أن قرار حزب العمال الكردستاني يوجه رسائل صريحة إلى بقية التنظيمات المسلحة التي لا تزال تتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن، في مقدمتها جبهة البوليساريو الانفصالية. داعيًا إلى استيعاب دروس التاريخ، والاقتناع بأن المستقبل يكمن في العمل السياسي المؤسساتي لا في حمل السلاح.

 

نهاية مرتقبة

 

من جانبه، أكد محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن المصير ذاته بات يلوح في الأفق بالنسبة لميليشيات البوليساريو، بالنظر إلى أن تجارب الحركات الانفصالية المسلحة تقوم على أوهام سرعان ما تتبدد.

 

وأشار بنطلحة، في تصريح لـأنباء مراكش، إلى أن المؤشرات القادمة من مخيمات تندوف تنذر بتفاقم الأوضاع، حيث تعيش المخيمات على وقع فوضى متصاعدة، وحالة من الرعب واليأس المستمر. لافتًا إلى أن هذه الظروف الصعبة ترخي بظلالها على الوضع الإنساني للمحتجزين هناك.

 

وأضاف الباحث المغربي أن هذه الأوضاع تكشف عن بدايات انهيار هذا الكيان المصطنع، وأن استمرار الأزمات الاجتماعية والانقسامات الداخلية سيسرع من تفكك الجبهة الانفصالية، مشددا على أن هذا الرأي لا ينطلق من موقف ذاتي أو وطني ضيق، وإنما من تحليل أكاديمي موضوعي.

 

وختم بنطلحة بالإشارة إلى الفارق بين قادة الحركات الانفصالية، حيث كان عبد الله أوجلان يتمتع بكاريزما سياسية واستقلالية في القرار، في حين يبقى زعيم البوليساريو الحالي مجرد صنيعة للنظام العسكري الجزائري، في انتظار أن تأتي المتغيرات الاجتماعية والسياسية على ما تبقى من وهم الانفصال.

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.