تراجيديا جزائرية .. من أقداح النصر إلى ارتباك القرار في ظل اعتراف أمريكي بسيادة المغرب

0

 

اجتمع القوم في فندق الشيراتون، متأملين في شرب أقداح النصر احتفالاً بمبدأ المعاملة بالمثل، الذي تفتخر به بلاد الشهداء. كان الجميع يظن أن الأمور قد استقرت، وأنهم على وشك تحقيق انتصار جديد بعد قرار إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات المتجهة إلى مالي واستدعاء السفراء من مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، عقب الاتهامات التي وجهت لبلاد الشهداء بحضانة الإرهاب ودعم الخلايا الانفصالية المسلحة في منطقة الساحل وشمال إفريقيا.

لكن الأمور كانت على وشك التغيير فجأة. رن هاتف السفير صبري بوقادوم من واشنطن، وأجبر صوته المرتعش الجميع على الصمت. قال بوقادوم: “لقد أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء وتدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والمصداقي كحل واقعي لحل النزاع. هذا التأكيد جاء بعد لقاء بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي، حيث شدد الوزيران على الشراكة المتينة بين الولايات المتحدة والمغرب في تعزيز السلم والأمن.”

وأضاف بوقادوم أن هذا البيان نُشر على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، وأن الولايات المتحدة ما زالت تؤمن بأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن.

وتوقف بوقادوم عن الحديث، تاركاً في القاعة صمتاً ثقيلًا. سرعان ما تحول الحماس إلى هرج ومرج، ثم إلى سكون غريب، كأنهم في مشهد جنائزي. تجنب بعض الحاضرين التعليق، فيما حاول آخرون التقليل من أهمية الخبر. قال أحدهم، متأثراً بما يشبه الهذيان: “لا تأبهوا لكلام بوقادوم، ربما كانت كذبة أبريل، وإن تأخرت.”

فيما حاول آخرون التخفيف من وقع الخبر، أكدوا على أنه مجرد تغريدة، وأوصوا بالسكوت تجاه تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مشيرين إلى أن ذلك لا يغير من مواقف بلاد الشهداء الثابتة، والمبنية على “النيف” والكرامة.

لكن البعض بدأ يتوهم أن لهذه التطورات تداعيات بعيدة المدى على المستقبل الاقتصادي والعسكري والسياسي للطرف الآخر. ذهب أحد الظرفاء بعيداً في تحليله، قائلاً: “المتوقع قريباً هو إغلاق البحر الأبيض المتوسط وفرض المزيد من القيود على المجالات الحيوية، استناداً إلى مواقف بلاد الشهداء الثابتة.”

بعد هذه الجلبة، عم الصمت بين العقلاء. همس أحدهم قائلاً: “قد يكون هناك إغلاق نهائي لمقر مفوضية اللاجئين في تندوف. وسكان المخيمات لم يعودوا لاجئين بل مقيمين دائمين في أرض بلاد الشهداء.” وأضاف قائلاً، كما قال الحكيم: “إذا ابتليتم فاستتروا.”

في النهاية، كان المشهد أشبه بتراجيديا جزائرية، تبدأ بفرح زائف، ثم تتبدل الأمور فجأة لتكتمل القصة بتأثيرات عميقة قد تغير مجرى الأحداث.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.