
مراكش.. سحر التاريخ وحديث التنمية
تواصل مدينة مراكش، عاصمة السياحة المغربية وسيدة مدن المملكة، تأكيد مكانتها كوجهة عالمية تجمع بين عراقة التاريخ ورونق المعمار، وبين نبض الحداثة وحركية التطوير المستمر. ولم يكن هذا الإشعاع السياحي وليد الصدفة، بل هو حصيلة مسار طويل من العمل الدؤوب، والمبادرات المتواصلة التي تنفذها السلطات المحلية والمسؤولون، في إطار رؤية تنموية شمولية متوازنة.
مراكش.. وجهة سياحية عالمية متكاملة
نادراً ما تغيب مدينة مراكش عن تصنيفات أفضل الوجهات السياحية عبر العالم. فالمدينة التي تستقطب ملايين الزوار سنوياً، استطاعت الحفاظ على سحرها وجاذبيتها، مع تنويع عروضها السياحية الذكية التي تمزج بين الثقافة، السياحة البيئية، الرياضات الجبلية، سياحة المؤتمرات، والترفيه.
من ساحة جامع الفنا الشهيرة إلى حدائق ماجوريل الساحرة، ومن التزلج على جبال أوكايمدن إلى جولات استكشافية في صحراء أكفاي، مرورا بجمال طبيعة أوريكة وسحر امليل بإقليم الحوز، تقدم مراكش تجربة سياحية متكاملة، تمنح الزائر فسحة للاسترخاء، ونافذة على حضارة ضاربة في عمق التاريخ.
رؤية حداثية وثمار تنموية واضحة
لا يمكن تناول الحضور القوي لمراكش على الساحة السياحية دون التوقف عند الدور البارز للسلطات المحلية، وعلى رأسها ولاية جهة مراكش آسفي والمجالس الترابية، التي حرصت على تنزيل مشاريع كبرى همت تقوية البنية التحتية، تحسين الخدمات، وتنظيم المجال الحضري.
هذه الجهود انعكست على مستوى النقل الحضري، شبكة الطرق، تهيئة الفضاءات العمومية، والارتقاء بجودة المرافق والخدمات السياحية، ما جعل مراكش مدينة نابضة بالحياة، آمنة، وجاذبة للزوار في أفضل الظروف.
مراكش.. نموذج للسياحة المستدامة
أكدت مراكش قدرتها على التوفيق بين تطوير قطاع السياحة والحفاظ على موروثها الثقافي وبيئتها الطبيعية. وقد تُرجمت هذه الرؤية في عدد من المشاريع الرائدة، أبرزها محطة معالجة المياه العادمة لسقي الحدائق والمساحات الخضراء، واعتماد النقل الكهربائي، إلى جانب المبادرات المحلية التي تحافظ على الطابع الأصيل للمدينة العتيقة.
ويعكس هذا المسار وعي المسؤولين المحليين وانخراطهم الجاد في تنفيذ توجهات النموذج التنموي الجديد، وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للسياحة في أجواء من التنسيق والتعاون.
مراكش.. مدينة الثقة والاستقبال الرفيع
ليس من قبيل الصدفة أن تختار كبريات المؤسسات والهيئات الدولية مراكش لاحتضان تظاهراتها الكبرى، أو أن يوصي كبار المؤثرين في السياحة بزيارتها. ففضلاً عن مؤهلاتها الطبيعية والثقافية، تضمن المدينة لزوارها ترحابًا دافئًا، تنظيمًا عالي المستوى، بيئة آمنة، وخدمات فندقية ومهنية تضاهي المعايير العالمية.
مراكش الحمراء.. قصة نجاح مستمرة
لم تعد مراكش مجرد وجهة سياحية، بل باتت قصة نجاح مغربية متجددة، صنعتها إرادة سياسية حكيمة، وسهرت على تنفيذها كفاءات محلية أثبتت التزامها وطموحها المستمر.
وفي ظل المشاريع التنموية المهيكلة المتواصلة، وارتفاع الاهتمام الدولي بالمدينة، يبدو مستقبل مراكش السياحي أكثر إشراقًا من أي وقت مضى، بفضل يقظة مسؤوليها وارتباط ساكنتها بمدينة تعرف، كما العادة، كيف تُبهر العالم كل يوم من جديد.