
نداء إلى الملك محمد السادس.. جمعيات آباء التلاميذ تطلب الوساطة لحل النزاع بين الوزارة وشغيلة التعليم في المغرب
حرر من طرف : طارق بولكتابات
دخل قطاع التربية الوطنية في المدرسة العمومية في مأزق يشبه “الشلل”، بسبب موجة من الإضرابات المستمرة التي يشنها الكوادر التعليمية احتجاجًا على النظام الأساسي لموظفي التربية الوطنية. ومع تدخل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، تم طرح فكرة الوساطة من جديد على الطاولة، هذه المرة من خلال الفعاليات المدنية، خاصة جمعيات أولياء الأمور.
وقال علي النقاش في تصريح صحفي حول الوساطة والتوفيق أصبح محوريًا خلال المسيرات الاحتجاجية، التي جمعت التلاميذ والآباء في مدن مغربية عدة. يظهر أن النمط التقليدي للاحتجاج لم يعد فعّالًا، حيث تصمم الشغيلة التعليمية على البقاء في ساحة الاحتجاج حتى تحقيق مطالبها. وتتهم وزارة التربية بالتعنت في الاستجابة لها، مما يؤدي إلى فقدان ساعات ثمينة من الوقت الدراسي.
وأفاد علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعية أولياء التلاميذ في المغرب، يشير إلى أن مسألة الوساطة تحتاج إلى مناقشة داخل هياكل الفيدرالية. يؤكد على استعداد الفيدرالية لحماية الوقت الدراسي وحق التلاميذ في تعليم جيد، ولكنه يشير إلى صعوبة تحديد أطراف الوساطة.
من جانب آخر فإن فناش يلوح بأن “الفيدرالية لعبت هذا الدور في الأقاليم الجنوبية منذ فترة طويلة”، مشيرًا إلى التحدي الحالي في تشتت الجهود، خاصة بعد أن أصبحت النقابات غير قادرة على التوافق. يشدد على أن الحوار يجب أن يكون مع النقابات التمثيلية، لكن تنسيقيات جديدة أربكت هذا المُخطط التقليدي.
وأشار بناصر البوشتاوي من جمعية أولياء إحدى المؤسسات التربوية في الرباط يعتبر خيار الوساطة أمرًا حيويًا وأساسيًا، لكنه يلاحظ أن الظروف الحالية تجعل الأمور أكثر تعقيدًا. يشدد على ضرورة وقف التصعيد والبحث عن حلول تلبي احتياجات الشغيلة التعليمية وتحقق التوازن مع حقوق المعلمين.
كما تحدث البوشتاوي عن دور الفيدرالية وضرورة تحملها المسؤولية لتهيئة بيئة لاستئناف الحوار، مؤكدًا أن جميع الأطراف يجب أن تتوقف عن التصعيد وتعمل على البحث عن حلول من خلال الحوار. يشدد على ضرورة إعادة النظر في وسائل العمل للفعاليات المدنية، ويرى أن الوساطة قد تكون مفيدة بعد قبول الأطراف المعنية بها، وتحذيرًا من أن الرفض والاحتجاج لم يعدان كافيين، ويدعو إلى خلق آليات جديدة لحماية مصلحة التلاميذ والمدرسة العمومية.