الرئيسية » بيئة » 81 عامًا على وثيقة المطالبة بالاستقلال: محطة بارزة في مسار نضال المغرب نحو السيادة

81 عامًا على وثيقة المطالبة بالاستقلال: محطة بارزة في مسار نضال المغرب نحو السيادة

 

يحتفل الشعب المغربي غدًا، السبت، بالذكرى الـ81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تعد واحدة من أبرز المحطات التاريخية في مسار النضال الوطني من أجل الحرية واستعادة السيادة. ففي 11 يناير 1944، قدمت مجموعة من الشخصيات الوطنية، على رأسهم ممثلون عن حركة المقاومة، وثيقة تطالب بإنهاء نظام الحماية الاستعماري الذي خنق البلاد طيلة سنوات، مؤكدين حق المغرب في تقرير مصيره.

هذه الوثيقة كانت تعبيرًا واضحًا عن التحدي الوطني للسلطات الاستعمارية، ومطلبًا صريحًا من أجل الاستقلال، وذلك في وقت كانت فيه البلاد مقسمة بين الحماية الفرنسية والإسبانية، بالإضافة إلى منطقة طنجة الخاضعة لنظام حكم دولي. وكان الملك محمد الخامس، رحمه الله، قائدًا محوريًا في تحفيز الروح الوطنية، وجعل قضية الاستقلال هدفًا رئيسيًا في صراعه مع الاحتلال.

فقد استطاع جلالته، منذ توليه العرش عام 1927، أن ينسج خيوط المقاومة ضد الاستعمار ويقود البلاد في مرحلة مفصلية. وفي يناير 1943، طرح في مؤتمر آنفا قضية استقلال المغرب بشكل صريح، مؤكدًا على ضرورة إنهاء الحماية الفرنسية والإسبانية. وكان الدعم الدولي، خصوصًا من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، داعمًا لهذا الطموح المشروع.

تضمنت وثيقة المطالبة بالاستقلال مطالب سياسية جوهرية، مثل ضمان استقلال المغرب تحت قيادة الملك الشرعي محمد الخامس، وانضمام المغرب إلى الدول التي تدافع عن هذا الحق، والمشاركة في مؤتمر الصلح العالمي بعد الحرب العالمية الثانية. كما كانت الوثيقة دعوة لإصلاحات سياسية داخلية تؤسس لنظام شوري يتسم بالعدالة والمساواة بين جميع فئات الشعب المغربي.

إن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تعد محطة حاسمة في تاريخ المغرب، حيث سجلت لحظة فارقة في مسار الكفاح الوطني، وأسهمت بشكل كبير في تحفيز الشعب المغربي نحو تحقيق الاستقلال التام في عام 1956، بعد سنوات من المقاومة والتضحيات الجسام.

تظل هذه الذكرى مصدر إلهام لكل الأجيال، مؤكدًا على قيمة الحرية والسيادة الوطنية التي تمثل جوهر الهوية المغربية، وتجسد نضال شعب عاش من أجل استعادة كرامته واستقلاله.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *