أسعار قياسية للدواجن تثير القلق وتزيد الضغط على المستهلكين
شهدت أسعار الدواجن في المغرب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 27 درهمًا، ما أثار استياء واسعًا في صفوف المواطنين الذين كانوا يتوقعون انخفاضها بعد تأكيد الفيدرالية المهنية لقطاع الدواجن زيادة الإنتاج.
وأرجع رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، محمد أعبود، هذا الوضع إلى عدة عوامل ترتبط بجودة الإنتاج وظروف السوق، مبرزًا أن ضعف جودة الكتاكيت وتغيرات المناخ أديا إلى انتشار الأمراض بين الدواجن، مما تسبب في تقليص العرض. وبالتالي، فإن هذا النقص انعكس مباشرة على الأسعار، ليصبح الغلاء أمرًا يفاقم الأزمة.
وأضاف أعبود في تصريح صحفي، أن الحديث عن زيادة الإنتاج غير صحيح، مشيرًا إلى وجود تلاعب في عمليات تفقيص البيض. كما أكد أن المشكلة لا تتعلق باستيراد الدجاج الأمهات، بل بضعف التحكم في سلسلة الإنتاج، مما يزيد من الضغط على السوق.
وأشار أعبود إلى وجود جهات معينة تعمل على استغلال الموقف للتحكم في السوق، خاصة مع قلة المعروض من قبل المربين الصغار والمتوسطين. حيث تفرض هذه الجهات الأسعار من خلال بيع كميات محدودة، ما يساهم في تعزيز الاحتكار وتحقيق مكاسب على حساب المستهلكين.
وأوضح رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، أن العديد من مناطق المملكة، مثل آسفي وضواحي القنيطرة والمناطق الداخلية، شهدت نفوقًا كبيرًا للدواجن، وهو ما يعود حسب المتحدث إلى ضعف جودة الكتاكيت والعوامل المرتبطة بتربية الدواجن، مثل نقص المناعة وظروف التربية السيئة.
وأكد المهني ضمن التصريح ذاته، أن غياب الجودة من المصدر يؤثر سلبًا على المربين، حيث لا تستطيع الأدوية مواجهة الأمراض التي تأتي غالبًا من الأمهات، كما أن ضعف جودة الأعلاف يفاقم هذه المشكلة، ما يؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن، وهو ما ينعكس مباشرة على الأسعار.
وأبرز أعبود صعوبة تحديد أعداد الدواجن التي نفقت، لأن المربين يتكتمون على هذه المعطيات خوفًا من المساءلة. مشددًا على أن هذا الوضع يضر بالمربين الصغار الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة من الشركات الكبرى التي تفرض سيطرتها على القطاع.
وشدد محمد أعبود على ضرورة تحسين جودة الكتاكيت وظروف التربية، مؤكدًا أن حل هذه الإشكالات يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لضمان استقرار الأسعار وحماية المربين والمستهلكين على حد سواء.
من جانبها، اعتبرت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب (FISA)، أن أسعار منتجات الدواجن تخضع لآليات العرض والطلب، مشيرة إلى أن الارتفاع الحالي في الأسعار يرجع بشكل أساسي إلى زيادة الإقبال على منتجات الدواجن نتيجة لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء. كما أكدت الفيدرالية أن الوسطاء، رغم الدور الفعال الذي يلعبونه بين المنتج والمستهلك، يبقون عاملًا مهمًا في ارتفاع الأسعار.
جدير بالذكر أن الفيدرالية كشفت خلال اجتماع نظمه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، مع مختلف الفاعلين في القطاع، ارتفاع واردات أمهات الكتاكيت الخاصة بصنف اللحم بنسبة 14%، حيث بلغت 3,468 مليون وحدة في 2024 مقارنة بـ 3,051 مليون وحدة في 2023. في الوقت نفسه، شهدت واردات أمهات كتاكيت الديك الرومي زيادة بنسبة 4%، لتنتقل من 131,511 وحدة في 2023 إلى 136,376 وحدة في 2024.
وحسب المصدر ذاته، فإن واردات أمهات كتاكيت البيض عرفت زيادة كبيرة بلغت 31%، ليصل الرقم إلى 267,667 وحدة في 2024 مقارنة بـ 204,714 وحدة في 2023. وفي نفس الوقت، ارتفعت واردات كتاكيت الديك الرومي بشكل غير مسبوق بنسبة 196%، حيث بلغ عدد الكتاكيت المستوردة 1,635 مليون وحدة في 2024 مقارنة بـ 552,090 وحدة في 2023.
وفيما يتعلق بالإنتاج المحلي، أظهرت النتائج زيادة ملحوظة في إنتاج الكتكوت صنف اللحم، حيث تم إنتاج 391,137 مليون كتكوت في 2024، بزيادة قدرها 5% مقارنة بـ 370,946 مليون كتكوت في 2023، فيما عرف إنتاج كتاكيت الديك الرومي زيادة بنسبة 17%، ليصل الإنتاج إلى 14,306 مليون وحدة في 2024 مقارنة بـ 12,265 مليون وحدة في 2023.