التحالف الثلاثي يتخلى عن حزب الاستقلال بمراكش
كشفت نتائج انتخابات رؤساء و مكاتب مختلف المجالس المنتخبة بمراكش، كيف تم التخلي عن حزب الاستقلال بشكل غير مفهوم، ورغم حصوله على عدد محترم من المقاعد كان بامكانه ان ينافس من خلالها على رئاسة جل المجالس المنتخبة بالمدينة، لولا التوافقات التي قبلها طمعا في مناصب نيابية هنا وهناك.
وقد كشفت نتائج انتخاب رئيس ومكتب مقاطعة جيليز كيف خرج حزب الإستقلال خاوي الوفاض، رغم احتلاله المرتبة الثالثة جهويا ورغم حصوله على سبعة مقاعد في هذه الدائرة، ورغم ايضا تضحيته بترشح مريم العرابي واخلائها الطريق امام مرشح حزب التجمع الوطني للاحرار عمر السلكي، الذي تمكن بسهولة من الظفر بمقعد رئيس المقاطعة.
والادهى من ذلك، لم يحصل الحزب على اي منصب في المكتب الجديد بمقاطعة جليز وهو ما قوبل باستياء وسط مستشاري الحزب بالمجلس و الذين امتنعوا عن التصويت لفائدة لائحة النواب التي تقدم بها الرئيس المنتخب، وحصلت على أصوات الاغلبية.
وعلى غرار ما وقع اليوم، لم يحظى حزب الاستقلال بمراكش سوى بالفتات، ولم ترقى المناصب القليلة التي حصل اليها الى مستوى نتائجه في الانتخابات، وهو ما يطرح التساؤل حول مدى احترام التحالف لهذا الحزب العريق، ويضع المسؤولين بقيادة الحزب إقليميا أمام مسؤولية التخلي عن مناضليه بمراكش.
وتسود حاليا تخوفات لدى مناضلي الحزب، من أن يكون الأمر مماثلا على المستوى المركزي في تشكيل الحكومة، خصوصا وأن مسؤولي الحزب اقليميا، قالوا خلال ندوة صحفية عقب الانتخابات، ان نزار البركة من تولى المفاوضات في التحالف الثلاثي بمراكش، ما يجعل نتائج مماثلة مركزيا امرا واردا جدا.
ويشار ان حزب الاستقلال يعتبر الحزب الوحيد الذي عاني من الارتجالية في تدبير المرحلة بعد الانتخابات رغم نتائجه المشرفة، وهو ما ترجمته موجة القرارات المتخذة مؤخرا ضد اعضاء منه، وكذا انقسامه بين التدبير المحلي والجهوي للمرحلة، وتخليه عن قياديين بارزين لمجرد اعتراض الاحرار و البام عنهم، وهو ما ساهم في إضعاف القوة التفاوضية للحزب.