الرئيسية » سلايدر » “دَارْتْ” أو “القُرْعَة”.. وسيلة ادخار تقليدية بين التكافل الاجتماعي والخلافات الفقهية

“دَارْتْ” أو “القُرْعَة”.. وسيلة ادخار تقليدية بين التكافل الاجتماعي والخلافات الفقهية

حرر من طرف : سميرة الجعيني 

“دارت” أو “القُرعة” تعد من وسائل الادخار التقليدية التي يعتمدها المغاربة منذ زمن طويل، وتستند إلى قيم الثقة والتعاون بين المشاركين. يقوم كل فرد بدفع مبلغ مالي متفق عليه شهرياً، ليتناوبوا على الحصول على المبلغ الكامل في شهر محدد، وهي عملية منتشرة ليس فقط في المغرب، بل في العديد من الدول التي تشترك في الثقافة والدين.

هذه الطريقة، التي تعتبر تجسيداً للتكافل الاجتماعي، لا تخلو من الانتقادات. بعض الفقهاء والدعاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يصفونها بأنها “ربوية” لأنها قد تحقق نفعاً مادياً لأحد الأطراف. وفي المقابل، هناك من يرى أن هذا النقد فيه تعسف وتكلف في محاولة لإيجاد علل للتحريم.

باحثون متخصصون أكدوا أن “دارت” ليست ممارسة ربوية، بل هي عملية تحقق مصلحة مجتمعية واضحة، مشيرين إلى أن مثل هذه الأنشطة المالية الاجتماعية يجب ألا تخضع للنقاشات الفقهية الدقيقة التي تختلف بين المدارس الإسلامية.

في هذا السياق، أوضح أحد العلماء أن “دارت” تعتمد على التزام المشاركين بدفع مبلغ محدد شهرياً لمدة معينة، بحيث يستفيد كل فرد من المبلغ المجموع شهرياً بالتتابع. وهي، بحسبه، وسيلة تعاون تهدف إلى تحقيق منفعة مشتركة لجميع المشاركين، وليست قرضاً يجر نفعاً، حيث يلتزم المستفيد الأول بالدفع مثل الآخرين، والمستفيد الأخير يسترد ما دفعه كاملاً.

وعن الجدل الفقهي، أشار الباحث إلى أن القول بأن “دارت” تتضمن رباً غير منطقي في ظل طبيعتها القائمة على التعاون. كما أضاف أن بعض الآراء المتشددة في مثل هذه القضايا تصعّب حياة الناس، خصوصاً أن “دارت” تسهم في مساعدة الأفراد على الادخار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة.

وتأتي هذه الطريقة لتلبية احتياجات من يجدون صعوبة في الادخار الفردي، حيث تساعدهم على توفير مبلغ مالي لاستخدامه في تلبية متطلباتهم الشخصية أو الالتزامات العائلية

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *