الرئيسية » سلايدر » حكاية الخذلان … وخيانة الكيان للجماهير

حكاية الخذلان … وخيانة الكيان للجماهير

حرر من طرف : رشيد اركمان

في زمن ليس ببعيد، كنت أخرج من صفحة الفريق الذي أحببته بشغف، وأنا ألوم نفسي على إدماني تشجيع كيان لا ينتصر أبدًا. عهودي المتكررة بمقاطعته والابتعاد عنه كانت دائمًا تتكسر أمام وهج الأمل الباهت الذي كنت أتمسك به.

لم أكن الوحيد المكسور، فكم من مشجع ضعيف الإرادة غارق في مستنقع الخيبات، ينظر إلى الغادر وهو يقود جماهيره المسلوبة إلى آفاق الوعود الكاذبة بعد كل مباراة بين الكبار.

كنت أشعر بالمرارة وأنا أرى هؤلاء المغلوبين على أمرهم يتجنبون نظرات الجماهير الغاضبة، محاولين التملص من الأسئلة الحرجة والحسابات المؤلمة، فأجد في داخلي ألمًا يتعاظم، وخجلًا لحال هؤلاء الذين علقنا عليهم آمالاً وأحلامًا بددت مع كل صفعة جديدة من الهزائم المتكررة.

كان النفاق، وازدواجية المواقف، وانعدام احترام الحقيقة، هي السمات التي ميزت علاقتي بهذا الفريق. ليس الهزائم وحدها ما أبعدني، بل ممارسات قادته، ولومهم المتواصل للظروف والأعذار الوهمية. حتى العمل لم يسلم من تأثير هذه الخيبات المتلاحقة.

سنوات من النضال، فوجدت نفسي أرتاح من هذا العبء، ليس لأنني استطعت الالتزام بعهودي، بل لأن الفريق عوقب بالحرمان من المنافسات بسبب انسحابه المهين من ساحة كان يجب أن يثبت فيها جدارته. الإفلاس، الفوضى، واستهتار المسؤولين كانت أعذارًا هزيلة لا تخفي حقيقة الغدر.

لقد تنفس الجميع الصعداء، ليس فقط أنا. لقد كانت الراحة لنا جميعًا، من جماهير اعتادت على الألم، وكابدت مشقة الأمل المقتول، وكابوس الشائعات التي استمرت تطاردهم. كنا نظل ننتظر بين الحين والآخر بصيصًا من الضوء، حتى تلاشت كل الآمال.

هكذا يبقى التاريخ مسطرًا بذاكرة الخذلان، وغدر الكيان بمبادئه وجماهيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *