الرئيسية » سلايدر » رقصة سياسية فوق أنقاض الأزمات: جدل واسع بين الاحتفال والتجاهل…

رقصة سياسية فوق أنقاض الأزمات: جدل واسع بين الاحتفال والتجاهل…

أثار فيديو متداول بمواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك يعود لأحد القياديين السياسيين ، وهو يرقص فوق المنصة خلال لقاء حزبي المقام بإحدى المدن المغربية، جدلاً واسعًا بين الأوساط السياسية والشعبية. هذه الرقصة جاءت في وقت حرج حيث تشهد البلاد فيضانات ضربت عدة مدن، وتزامنت بفارق يوم واحد مع أزمة الهجرة الجماعية التي شهدتها مدينة من مدن الشمال القريبة من الضفة الأخرى. هذا التوقيت الحساس أثار تساؤلات حول مدى ملاءمة تصرف القيادي مع الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
من جهة، اعتبر بعض المحللينبفضاء التواصل الاجتماعي أن هذه الرقصة تعبر عن عدم الاهتمام بالأزمات التي تعصف بالقطاعات الاقتصادية في المغرب، وعدم مراعاة هموم المواطن البسيط، خاصة في ظل الأزمات المتفاقمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
فالكثيرون يرون أن الوقت ليس مناسبًا لمثل هذه الاستعراضات، وأن هذا التصرف يعكس نوعًا من الانفصال عن الواقع.

في المقابل، يرى آخرون أن هذه الرقصة ليست سوى تعبير عن حب الانتماء والتفاؤل بالإنجازات التي حققها الحزب ، ومحاولة للوقوف على مكامن الخلل مع الاستمرار في الإصلاحات التنموية التي يسعى الحزب لتحقيقها.
فوفقًا لهؤلاء، فإن الاحتفال بالنتائج الإيجابية ليس بالضرورة دليلاً على تجاهل الأزمات، بل يمكن أن يكون خطوة نحو تعزيز الثقة في المستقبل ومواصلة العمل لتحسين الوضع والرضى بالنتائج رغم الصعوبات.
في خضم هذا الجدل، يبقى السؤال الأهم: من المستفيد من هذه الانتقادات؟ وهل هي مجرد صراعات سياسية بين الأحزاب، حيث يركز كل طرف على الجانب السلبي فقط استعدادًا للمنافسة على كرسي المسؤولية في الأيام القادمة؟ يبدو أن هذا الخلاف يعكس نوعًا من التراشق السياسي الذي لا يخدم سوى مصالح محدودة، في وقت تظل فيه معاناة المواطنين قائمة دون حلول واقعية.
في خضم هذا الجدل، تدخلت فرق الإنقاذ السياسي لتلعب دور الوسطية والاعتدال في تحليل الموقف. يرى البعض أن هذا الفعل يمثل الشخص نفسه ولا يعكس بالضرورة موقف الحزب أو التوجه العام. بل يجب استحضار العمل الإيجابي الذي تحقق رغم النواقص التي لا تزال قائمة في عدة قطاعات، مثل التعليم، الصحة، والتشغيل، وهي الملفات الكبرى التي كانت ولا تزال شعارات أساسية في البرامج المقدمة للمواطن.

من هذا المنطلق، لا يمكن تحميل الجميع مسؤولية تصرف فردي قد يكون مجرد تعبير شخصي غير مقصود وقد يكون أيضا فرحة وجدانية بقناعة تامة في اختيار انتماءه ولا يمت بالوضع العام بصلة. فالتركيز يجب أن يكون على وضع الحلول العملية لهذه الملفات الكبرى بدل الانشغال بتصرفات قد لا تؤثر على مسار الإصلاحات التنموية التي تسعى الحكومة لتحقيقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *