
نهاية وبداية
حرر من طرف : رشيد اركمان
اختتمت فعاليات الجامعة الصيفية لهذا العام بختام مزدوج بين إيجابيات وسلبيات لا يمكن إنكارها، مخلفة وراءها تساؤلات عميقة حول دورها ومساهمتها الحقيقية في مواجهة تحديات الواقع.
كان من بين أبرز الظواهر التي طفت على السطح بعد هذه الجامعة هي موجة الهجرة المتزايدة نحو الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وكأن الشباب المغربي قد وجد في الهجرة حلاً بديلاً للمشاكل المستعصية التي لم تستطع الجامعة الصيفية معالجتها.
كما جاءت متناسية تمامًا الأضرار الكبيرة التي خلفتها الفيضانات الأخيرة في مختلف المدن المغربية، والتي كان من المفترض أن تكون في صلب اهتمام المسؤولين الحكوميين.
فهل كانت الجامعة الصيفية بمثابة رسالة لفئة معينة فقط، متجاهلة آلام وهموم فئات أخرى؟ أم أنها، في جوهرها قدمت توصيات بعيدة كل البعد عن الازمة الحالية، في ظل عدم تحقيق الوعود التي طالما تم الترويج لها؟ وبينما يبقى الشباب في حالة بحث عن مستقبل أفضل، يظهر بوضوح أن الحلول المقدمة لم تكن كافية لاستعادة الثقة أو لإيجاد بدائل واقعية للعمل الميداني والوعود التي لا طالما رفعت شعارات اثناء الحملات الانتخابية.
الأمل يتجدد في أن تكون هذه “النهاية” محطة تأمل ومراجعة شاملة لما يجب تغييره في السياسات والبرامج، كي تتحول إلى “بداية” حقيقية نحو إصلاح شامل يعكس طموحات وأحلام الأجيال القادمة.