تدوينة فايسبوكية تكشف أوضاع أطفال مخيمات البوليساريو تعرض حقوقية لهجمات وتهديدات
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً جدلاً واسعاً بعد نشر تدوينة فايسبوكية الفاعلة الحقوقية ذ. لطيفة اقسيم تكشف الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الأطفال في مخيمات البوليساريو. التدوينة كانت بعد زيارة إلى حدود الصحراء المغربية والتي لاقت تجاوبا واسعاً مما اثار ردود فعل متباينة، لم تكن مجرد تعبير عن رأي شخصي، بل تضمنت شهادات حية وصوراً تؤكد تدهور الأوضاع الإنسانية في تلك المخيمات.
لكن سرعان ما تحول هذا النقاش إلى حملة هجوم وتهديدات من صفحات مجهولة الهوية، تستهدف صاحبة التدوينة وكل من يجرؤ على إعادة نشرها أو التعليق عليها بشكل إيجابي. هذه الصفحات، التي يعتقد أنها تدار من قبل أطراف مستفيدة من الوضع الراهن في المخيمات، استخدمت أساليب الترهيب والسب والشتم لإسكات الأصوات التي تسعى لكشف الحقيقة.
وعليه، نعلن تضامننا المطلق مع الحقوقية لطيفة أقسيم على إثر ما تتعرض له من تهديد وترهيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي من طرف هذه الصفحات المجهولة. كما ندعو إلى فتح تحقيق معمق للوصول إلى هوية هؤلاء المهاجمين ومحاسبتهم وفقاً للقانون.
يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للهجوم على الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتحدثون عن الأوضاع في مخيمات البوليساريو. في السابق، تعرض العديد من النشطاء والصحفيين لحملات مماثلة بعد نشرهم تقارير أو مقالات تكشف انتهاكات حقوق الإنسان في تلك المخيمات.
وقد أدانت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية هذه الهجمات، معتبرة إياها محاولة لطمس الحقيقة وعرقلة الجهود المبذولة لتحسين أوضاع الأطفال في مخيمات البوليساريو.
ودعت هذه المنظمات إلى ضرورة حماية حرية التعبير وضمان سلامة النشطاء والصحفيين الذين يسلطون الضوء على هذه القضايا.
في المقابل، تظل الأوضاع في مخيمات البوليساريو تتدهور يوماً بعد يوم، في ظل صمت دولي يثير العديد من التساؤلات حول مصير الأطفال هناك. ووسط هذا الصمت، يبقى الأمل معقوداً على جهود الأفراد والمنظمات الحقوقية التي تواصل العمل على كشف الحقائق والدفاع عن حقوق الإنسان.
وستظل هذه التدوينة الفايسبوكية ومثيلاتها من الأصوات الحرة بمثابة ضوء يسلط على الظلم المسلط على الأطفال في مخيمات البوليساريو، وتذكير بضرورة التحرك الفوري لإنقاذهم من هذا الوضع المأساوي.