بيلماون: بين التراث الأمازيغي والتحولات الخطيرة في عيد الأضحى
حرر من طرف : رشيد اركمان
تعد ظاهرة بيلماون إحدى التقاليد الشهيرة التي تتجدد في المغرب كل سنة بمناسبة عيد الأضحى، وتبرز كموروث ثقافي وفني أمازيغي يعكس جزءاً من الهوية الثقافية للمجتمع. في الماضي، كانت الاحتفالات بظاهرة بيلماون تشمل ارتداء جلود الأضاحي والتجول في الأحياء مع الغناء والرقص، مما ينشر الفرح والبهجة بين السكان.
إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولات خطيرة في هذه الاحتفالات. بدأت تظهر ممارسات غير مألوفة مثل استخدام الأسلحة البيضاء والمشروبات الكحولية، مما أدى إلى إثارة الفوضى والعنف. كما أصبح استخدام المخدرات وتغيير الملامح بالماكياج شائعاً، مما يزيد من خطورة الوضع ويحول المناسبة إلى مصدر للخوف والرعب بدلاً من الفرح.
هذا التطور أثار ردود فعل متباينة بين مؤيدين ومعارضين. يرى المؤيدون أن بيلماون جزء من التراث الشعبي الذي يجب الحفاظ عليه، ويعتقدون أن التحولات السلبية يمكن السيطرة عليها من خلال تنظيم محكم وتوعية الشباب حول الأبعاد الثقافية الحقيقية لهذا التراث. في المقابل، يعتبر المعارضون أن ما يحدث هو انحراف خطير وجريمة يجب التصدي لها، مؤكدين أن هذه الممارسات لا تمت للثقافة بصلة.
لحل هذه المشكلة، يجب نشر الوعي بين الشباب حول أهمية الحفاظ على الأبعاد الثقافية الحقيقية لبيلماون والابتعاد عن السلوكيات السلبية. كما يمكن للسلطات المحلية والأمنية التدخل لضمان التنظيم المحكم ومنع أي تجاوزات. من خلال ذلك، يمكن الحفاظ على هذا الإرث الثقافي وضمان استمراريته بعيداً عن الشبهات التي لا تليق به، ليظل بيلماون مصدراً للفرح والاحتفال بدلاً من الخوف والحوادث.