
شبكات الاتجار بالبشر تبحث عن منافذ جديدة بسواحل العاصمة الاقتصادية
ارتفعت محاولات الهجرة غير النظامية بالشواطئ الساحلية لمدينة الدار البيضاء في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي دفع السلطات الأمنية إلى تشديد المراقبة على مناطق عبور المهاجرين السريين، خاصة أن شبكات الاتجار بالبشر أصبحت تنشط أيضا بسواحل العاصمة الاقتصادية للمملكة.
ولم يعد نشاط الهجرة غير النظامية يتمركز بالسواحل الشمالية فقط، بل امتد إلى وجهات ساحلية أخرى، بالنظر إلى المراقبة الأمنية الصارمة من طرف خفر السواحل في شمال المغرب خلال فصل الصيف، الأمر الذي دفع شبكات الاتجار بالبشر إلى البحث عن منافذ جديدة.
وشهدت شواطئ مدينة الدار البيضاء، خاصة بالمحمدية وعين السبع، محاولات متعددة للهجرة غير النظامية في الفترة الأخيرة، ما جعل الفعاليات الحقوقية بالمنطقة تنبه إلى خطر “قوارب الموت” الذي يهدد أرواح المهاجرين، لاسيما أن مسار الهجرة من الدار البيضاء نحو الأراضي الأوروبية تكتنفه الكثير من الصعوبات البحرية.
وعرف “شاطئ بالوما” بالعاصمة الاقتصادية استنفارا أمنيا خلال الأيام الماضية، بعدما أجهض الدرك الملكي محاولة للهجرة غير النظامية، إذ كانت شبكة إجرامية بصدد التحضير لنقل المهاجرين عبر “قوارب الموت”، الأمر الذي أعاد هذا الموضوع إلى الواجهة بفعل الزيادة المطردة في نشاط الهجرة السرية.
ويصعب على قوات حرس الحدود بالمغرب وأوروبا مراقبة الشواطئ الساحلية طيلة فترة الصيف، بسبب توافد مئات المصطافين عليها؛ وهو ما يشجع الشبكات الإجرامية على استغلال الظرفية لتنفيذ محاولات عديدة للهجرة السرية عبر المسالك البحرية.
المهدي ليمينة، فاعل محلي متتبع لشؤون الدار البيضاء، قال إن “الجو المعتدل خلال شهري يوليوز وغشت يساعد المهاجرين غير النظاميين على استعمال قوارب الموت بمدينة الدار البيضاء”، مؤكدا أن “القطب الشمالي للمملكة بات يجذب شبكات الاتجار بالبشر بعد تشديد المراقبة الأمنية على السواحل الشمالية”.
وأضاف ليمينة، في تصريح صحفي ، أن “مصالح الأمن الوطني فككت عدة شبكات إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير الشرعية بمناطق مختلفة في الدار البيضاء، حيث يتم استعمال بعض الشواطئ المحلية للهجرة إلى أوروبا”.
وأردف المتحدث ذاته بأن “نزيف الهجرة غير النظامية يهدد الأمن المجتمعي المغربي بعد تحول العديد من الشواطئ الجنوبية إلى نقطة انطلاق للهجرة نحو أوروبا”، وزاد مستدركا: “مسار الهجرة صعب بالسواحل الجنوبية مقارنة مع نظيرتها الشمالية بسبب هيجان البحر”.