كتاب يرصد علاقة السياحة بالتنمية في الرشيدية
أصدر الباحث المغربي مصطفى تيليوا، رئيس الجمعية المغربية لتنمية الواحات ورئيس تحرير مجلة “واحات المغرب”، مؤلفا أكاديميا جديدا في مجال التنمية المحلية بإقليم الرشيدية، يحمل عنوان “السياحة والثقافة وتأهيل الواحة أهم رهانات التنمية بإقليم الرشيدية”.
ويتكون الكتاب، حسب الكاتب عزيز بعزي، الذي قام بقراءة تحليلية للإصدار الجديد، من 214 صفحة، وهو في الحقيقة يعد مدخلا أوليا لفهم علاقة السياحة الثقافية بالتنمية المحلية، عبر مقاربة شمولية وموضوعية، تلامس في عمقها كافة العناصر الفاعلة في المنطقة.
وتابع بعزي، في مقال بعثه إلى الصحافة ، بأن تلك المقاربة الشمولية تنطلق من توظيف المعطى الأثري والتاريخي والبعد الحضاري لتافيلالت، في انسجامه مع المجالات الطبيعية، والخصائص البشرية لسكان الإقليم، ورصد البنى التحتية التي وضعتها النخب المحلية، من فاعلين ومستثمرين محليين.
وأضاف الباحث أن ذلك من شأنه النهوض بالسياحة والثقافة معا، وإعداد المجالات الواحية التي أصبحت كما لا يخفى الرهان والأساس لتأهيل إقليم الرشيدية على وجه التحديد.
وفي ثنايا الكتاب، كما ذكر بعزي المعطيات الطبيعية، سواء تلك المتعلقة بالسياحة الصحراوية، كالكثبان الرملية بمرزوكَة، ووهدة غريس، والعين الزرقاء بمسكي، وواحات النخيل في أوفوس وكَلميمة، أو ما يتعلق بالسياحة الجبلية، كمنطقة إملشيل، وبحيرتي إيسلي وتسليت، ورياضة استكشاف المغارات الموجودة بالمنطقة، مثل إفري نمويمونت، وإفري نتقلالين، وإفري نوادو، وكهف عزيزة، ومغارة أخيام، ومغارة تيطاوين، وبعض الممرات الجبلية.
وتضاف إلى ذلك بعض “الحامات” الاستشفائية، كحامة مولاي علي الشريف، وحامة مولاي هاشم. هذا وأشار المؤلف أيضا إلى أهمية الوحيش والنباتات الطبية بإقليم الرشيدية، راصدا المنتزهات، والمحميات الطبيعية الموجودة هناك، كالمنتزه الوطني بالأطلس الكبير الشرقي، والمحمية الإحيائية الخاصة بالغزلان، ومحمية طائر الحباري، والمحمية الخاصة بالنعامة في منطقة النزالة، ومواقع مصنفة كتراث سمكي في كل من وادي سيدي حمزة وأسيف ملول.
كما تطرق تيليوا للموروث الحضاري للمنطقة، وخاصة الظاهرة القصورية، بحيث تناول نماذج القصور التاريخية مثل مسكي، تاركَة، الفيضة، أولاد عبد الحليم، إكَلميمن، أبوعام والمعاضيد، وبعض المواقع الأثرية مثل سجلماسة، والمعالم الدينية الحضرية كضريح مولاي علي الشريف بالريصاني، حسب المقالة.
ولم يغفل المؤلف دراسة العناصر البشرية المحركة لفضاءات سجلماسة الحياتية، وما نسجته من مواسم وتظاهرات ثقافية واجتماعية، كموسم الخطوبة في إيملشيل، والزواج عند آيت حديديو، وتسريحات الشعر، والأزياء التقليدية عند آيت خباش، وفيلالة.
وأشار المؤلف إلى خصوصيات فن الطبخ التقليدي بالمنطقة، مثل المدفونة وأبادير وباحمو وأحتوش؛ فضلا عن الفلكلور والفنون الشعبية، كالملحون والبلدي، والهوب هوبي، وقبالة، وكَنواة، ورقصة أحيدوس، تبعا للمقالة.
وسلط المؤلف الضوء على النقوش الصخرية، والمخطوطات وبعض الخزانات المحلية، كخزانة أبي سالم العياشي بإملشيل، وخزانة سيدي الغازي بالغرفة بتافيلالت، وتطرق أيضا إلى أنواع الصناعات التقليدية، كالنسيج، والحلي، والمجوهرات، وصناعة الخشب، والفخار، وصناعة السلالة.
بناء على ما سبق، يخلص الباحث عزيز بعزي إلى أن المؤَلَّف في نهاية المطاف يعد دليلا ومرجعا لا يمكن الاستغناء عنه في الشأن المحلي من أجل فهم علاقة السياحة بالثقافة والتنمية، التي مازالت معلقة بالمنطقة، وتثير تساؤلات عدة إلى حدود الآن.