
وفاة قاضي إعدام محمد مرسي المستشار شعبان الشامي
توفي يوم الأحد الماضي المستشار شعبان الشامي، رئيس محكمة جنايات القاهرة سابقاً، بعد صراع طويل مع المرض. يُعد المستشار الشامي أحد أبرز القضاة في مصر خلال العقدين الماضيين، حيث اشتهر بتولي العديد من الملفات والقضايا الحساسة والمعقدة.
كان المستشار الراحل واحداً من أشهر القضاة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وذلك بسبب توليه محاكمة رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وجماعة الإخوان المسلمين التي تصنف كجماعة إرهابية في مصر. كما اشتهر بحكم الإعدام الذي أصدره ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو أول حكم إعدام بحق رئيس مصري سابق. إضافة إلى ذلك، تولى محاكمة مبارك في قضية “الكسب غير المشروع”.
تخرج المستشار شعبان الشامي من كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1975 بتقدير “جيد جداً”، وتم تعيينه معاوناً للنيابة العامة في العام التالي، 1976. ثم رُقي إلى منصب رئيس نيابة عام 1981، لينتقل بعد ذلك للعمل في سلك القضاء بالمحاكم الابتدائية، قبل أن يعود إلى النيابة العامة رئيساً لنيابة شمال القاهرة، ثم ينتقل إلى محاكم الاستئناف، حيث استقر عمله في محاكم الجنايات منذ عام 2002.
مسيرته القضائية
منذ بداية مسيرته، تولى الشامي التحقيق في العديد من القضايا البالغة الأهمية، من أبرزها قضية “ثورة الجياع” في 18 و19 يناير عام 1977، التي عُرفت إعلامياً بتسمية الرئيس الراحل أنور السادات لها بـ”ثورة الحرامية”. كما تولى التحقيق في قضية الفتنة الطائفية في حي الزاوية الحمراء عام 1981، إضافة إلى تحقيقه في حادثة كنيسة مسرة في شبرا في نفس العام، التي نفذ فيها عناصر من جماعات دينية متشددة هجوماً بقنبلة على الكنيسة، فضلاً عن التحقيق في أحداث التوتر الطائفي في مركز شرطة سنورس بمحافظة الفيوم.
وفي عام 1994، كان المستشار الشامي من أوائل القضاة الذين استخدموا التكنولوجيا داخل قاعات المحاكم، حيث أدخل نظام الحوسبة الإلكترونية لحفظ القضايا والأحكام، ليكون بذلك من رواد استخدام الحاسب الآلي في توثيق العمل القضائي.
برز اسم المستشار الشامي بشكل لافت بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث تولى محاكمة قضايا معقدة مثل “التخابر والهروب من سجن وادي النطرون”، التي شملت اتهامات موجهة إلى الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين. ورغم الجدية التي تميز بها في عمله، كان الشامي يُضفي على جلساته بعض الدعابة، حيث كان يتمكن من خلق جو من التخفيف بين الحضور في المحكمة المليئة بالتوتر.