
عبور الصمت: الزفزافي يلامس وجع والده في لحظة استثنائية من الحرية
في لحظة إنسانية نادرة، تنفّس ناصر الزفزافي، أيقونة حراك الريف، بعضًا من هواء الحرية، وهو يعبر بوابات سجن طنجة 2، متوجهاً نحو مدينة الحسيمة، حيث يرقد والده المريض بإحدى المصحات الخاصة. لم تكن تلك الزيارة القصيرة مجرد إجراء إداري، بل كانت عبورًا هادئًا ومؤثراً من جدران الصمت إلى دفء اللقاء العائلي، ولو لسويعات معدودة.
الزيارة تمت بترخيص استثنائي من المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، التي استجابت لطلب ناصر بإتاحة الفرصة له لرؤية والده في ظل وضعه الصحي المتدهور. هذا التجاوب الإنساني لم يمر دون أن يُثمَّن من طرف العائلة، حيث نشر شقيقه طارق الزفزافي تدوينة أكد فيها حصول الزيارة صباح اليوم، معبراً عن امتنانه للمندوبية على هذه المبادرة، التي قال إنها منحت والدهم دفعة نفسية في وجه المرض.
ووفق مصادر متطابقة، فقد تمت الزيارة في أجواء يسودها الاحترام الكامل للقوانين والإجراءات المعمول بها، وتحت مراقبة أمنية تراعي حساسية الموقف. لحظات اللقاء كانت مشحونة بالعاطفة، حيث التقت نظرات الابن بأسى الأب، في مشهد وصفه متابعون بأنه مؤلم ومؤثر، لا سيما في ظل الوضع الصحي الحرج لوالده.
هي لحظة حرية قصيرة، لكنها كافية لتترك أثراً عميقاً في نفوس أسرة الزفزافي، ولتذكر الجميع أن خلف القضبان، تبقى للإنسانية فسحة لا يغلقها الحديد.