
الكلاب الضالة وإعجاز المجلس الجماعي عن فك لغزها
تحولت مدينة مراكش ، منذ أشهر، إلى مرتع خاص بالكلاب الضالة التي صارت تجول وتصول وسط شوارع وأحياء المدينة دون تدخل من لدن السلطات المختصة، وعلى رأسها المجلس الجماعي.
وقد عرضت الكلاب الضالة بمراكش، العديد من المواطنين بالمدينة لإصابات متفاوتة الخطورة، طالبت على إثرها هيئات مدنية وحقوقية وسياسية، المسؤولين بالتدخل العاجل للحد من هذه الظاهرة، خاصة وأن خطورتها أضحت منتشرة بكل أحياء المدينة، بما فيها السياحية.
بحيث توفي رجل في عقده السادس، بعد أن أسقطته كلاب ضالة من فوق دراجته النارية بشارع 11 يناير، على مقربة من مقر ولاية جهة مراكش آسفي، لينضاف للضحايا الذين لقوا مصرعهم بسبب مهاجمة الكلاب الضالة لهم بالمدينة.
نفس الحادث وقع مع رجل ثلاثيني، بحي الداوديات بنفس المدينة، شهر أبريل المنصرم، حيث سقط من دراجته بعدما هاجمته الكلاب الضالة، أدت لإصابته بجروح خطيرة على مستوى الرأس نقل على إثرها إلى المستعجلات، حيث فارق الحياة.
وفي حي المحاميد، بتراب مقاطعة المنارة بمراكش، تسبب هجوم كلب في وفاة طفل، شهر دجنبر من السنة الماضية، بعد أن كان الطفل هاربا بسبب الخوف من الكلب، قبل أن يسقط أرضا جراء سكتة قلبية.
وتعرف العديد من الأحياء والشوارع الكبيرة وسط المدينة، وبالمدينة القديمة أيضا، وفق ما عاينته جريدة “أنباء مراكش “، انتشارا كبيرا للكلاب الضالة، حيث تتسبب في مشاكل على الطرقات، بمهاجمتها أصحاب الدراجات النارية والمارة، كما أن نباحها يقض مضجع الساكنة ويزعجهم طيلة الليل.
وتداول في وقت سابق، أن المجلس الجماعي لمدينة مراكش، قد رصد ميزانية قدرها 950 مليون سنتيم لمحاربة ظاهرة الكلاب الضالة، دون أن يكون لذلك أثر في الواقع.
في هذا الصدد، عبر للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بمراكش آسفي، عن قلقه بسبب انتشار الكلاب الضالة بمراكش، وما ينتج عن ذلك من حوادث أليمة للمواطنين.
وسجل المرصد الحقوقي المذكور، في بلاغ اطلعت جريدة “أنباء مراكش “على نسخة منه، غياب سياسة واضحة من مجلس المدينة لمحاربة الكلاب الضالة، مستفسرا في ذات الوقت عن مصير الميزانية التي تقدر بحوالي 950 مليون سنتيم، المخصصة لمحاربة ظاهرة الكلاب الضالة، محملا المجلس الجماعي لمراكش، مسؤولية ضياع أرواح المواطنين بسبب هذه الحيوانات.
وفي هدا الصدد وجه النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عن دائرة المنارة – مراكش، عبد الواحد الشافقي، سؤالا كتابيا، لوزير الداخلية، حول الموضوع، مطالبا إياه بالكشف عن مآل الاتفاقية للقضاء على الكلاب الضالة، خصوصا أمام عجز العديد من الجماعات الترابية عن احتواء الظاهرة.
وقال الشافقي، وهو أيضا، رئيس مقاطعة المنارة، مراكش، في ذات السؤال الذي اطلعت “أنباء مراكش ” على نظيره، إن انتشار الكلاب الضالة يقض مضجع المواطنين والمواطنات، حيث باتت شوارع مختلف المدن تعرف انتشارا كبيرا للكلاب الضالة، في مشهد مخيف.
وأضاف الشفاقي، في سؤاله الكتابي، أن المقلق في الأمر، هو كون الكلاب غير ملقحة ضد عدد من الأمراض، خاصة داء السعار، مما يشكل خطرا كبيرا على صحة الأشخاص، خاصة الأطفال منهم.