الجزائر تصعّد ضد ترشيح مغربي لجائزة نيلسون مانديلا!
في خطوة لم تخرج عن توقعات المراقبين، انضمت الجزائر إلى الحملة التي تقودها جبهة “البوليساريو” ضد ترشيح المغرب لجائزة “نيلسون مانديلا” الرفيعة لحقوق الإنسان لعام 2025، في سياق يؤكد استمرار حالة التوتر والاصطفاف الدبلوماسي بين البلدين.
المستهدفة هذه المرة هي أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التي اختارتها المملكة المغربية للتنافس على هذه الجائزة التي تمنحها الأمم المتحدة لشخصيات كرّست مسيرتها في الدفاع عن الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة.
وسارعت وسائل إعلام جزائرية محسوبة على الدوائر الرسمية إلى شن حملة تشكيك في “أهلية” بوعياش للفوز بالجائزة، واعتبرت أن منحها للمغرب سيكون بمثابة “إهانة” لمصداقية منظومة الأمم المتحدة وقيم الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا.
حملة ضغط باسم القيم
وفي خطاب يتسم بالتحريض، دعت الجزائر اللجنة الأممية المشرفة على الجائزة إلى إعادة النظر في الترشيح المغربي، زاعمة أن منحه للرباط يعد “خيانة للقيم والمبادئ التي ناضل من أجلها مانديلا”.
وتُمنح هذه الجائزة الأممية مرة كل خمس سنوات، تقديرًا لشخصيات تعكس مسيرة مانديلا في النضال السلمي من أجل حقوق الإنسان والكرامة. وتُرافقها لوحة تذكارية تحمل اقتباسًا يُنتقى بالتنسيق بين لجنة التحكيم والأمين العام للأمم المتحدة.
خلفيات سياسية في عباءة حقوقية
ويأتي هذا الترشيح المغربي في ظل تصاعد الحملة العدائية الجزائرية تجاه الرباط، خصوصًا في القضايا ذات البعد الدولي. ويرى متابعون أن هذا الموقف يعكس محاولة الجزائر عرقلة أي حضور مغربي مؤثر في المحافل الدولية، حتى وإن تعلق الأمر بجائزة رمزية تمنح لأشخاص تقديرًا لمساراتهم الحقوقية، لا لدولهم.