
أشرف حكيمي.. الحلم الذهبي يقترب من الواقع
تحول الدولي المغربي أشرف حكيمي إلى حديث الصحافة العالمية مجددًا، بعدما قاد فريقه باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، في ليلة تاريخية بملعب “بارك دي برانس”، يوم الأربعاء 7 ماي 2025، حيث سجّل هدفًا حاسمًا في مرمى أرسنال، ليتوَّج بجائزة أفضل لاعب في المباراة، ويؤكد مرة أخرى مكانته بين نخبة نجوم كرة القدم العالمية.
في سن السادسة والعشرين، يعيش حكيمي موسمه الأفضل على الإطلاق، بعدما تُوّج بلقب الدوري الفرنسي للمرة الثالثة تواليًا، ويستعد لخوض نهائيي كأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا أمام ستاد ريمس وإنتر ميلان على التوالي.
وإن تحقق اللقب القاري، فإن اسمه سيُطرح بقوة كمنافس حقيقي على جائزة الكرة الذهبية 2025، التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في العالم.
المعايير المعتمدة في التتويج بالجائزة، وعلى رأسها الأداء الفردي والنجاحات الجماعية، تتماشى مع مسيرة حكيمي هذا الموسم، مما يضعه في خانة المرشحين البارزين، خاصة في ظل إشادة الأطر الفنية والمحللين به، وفي مقدمتهم مدربه لويس إنريكي الذي قال: “أشرف هو أفضل ظهير أيمن عملت معه على الإطلاق، يملك إمكانيات غير محدودة، ويواصل التطور على الصعيدين الرياضي والإنساني”.
ورغم البريق الكروي، لم تكن بداية حكيمي مفروشة بالورود، بل قاسى الحرمان والعوز في طفولته. فوالده المتحدر من مدينة واد زم، ووالدته المتحدرة من القصر الكبير، هاجرا إلى إسبانيا أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بحثا عن أفق جديد، وناضلا من أجل توفير عيش كريم لأبنائهم الثلاثة، نبيل، الابن البكر، وأشرف، الابن الأوسط، ووداد، آخر العنقود، حتى إن والدته كانت تشتغل منظفة في المنازل، ووالده بائعا متجولا في مدينة خيتافي، جنوب العاصمة مدريد.
تجربته مع ريال مدريد كانت المنصة الأولى لانطلاقته العالمية، حيث تُوّج مع الفريق بلقبي دوري الأبطال وكأس العالم للأندية، قبل أن يخوض تجارب ناجحة مع بوروسيا دورتموند وإنتر ميلان، وصولًا إلى تألقه الحالي مع باريس سان جيرمان.
كما لا يُمكن إغفال حضوره المتميز في الساحة الدولية، سواء من خلال تتويجه ضمن التشكيلة المثالية لفيفا لسنة 2023، أو مساهماته اللافتة مع المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم بقطر، حيث اعتُبر واحدًا من أفضل اللاعبين في مركزه عالميًا.
مع كل هذه المعطيات، يبدو أن أشرف حكيمي لا يطمح فقط إلى تتويج أوروبي جماعي، بل يسير بخطى ثابتة نحو صناعة مجده الفردي، ليكون أول مدافع مغربي وربما إفريقي ينافس بقوة على الكرة الذهبية.